متى يتعرض الشخص الذي ظلمني للكارما ” الالم”؟

brown wooden tool on white surface

اذا تسأل هذا السؤال فأكيد أنت تحس بألم حقيقي و عندك رغبه انك تشوف  العدالة، لانك اذا انظلمت ما يكفيك التبرير و الاعتذار، تبغي تحس ان الالم اللي مريت به ما يروح هباء، فتضل تراقب الواقع و تتسائل ” ليش اللي ظلمني يعيش بسلام وفرح؟ وانا لازلت أحاول اتعامل مع الألم كل يوم؟ هل العدالة الإلهية حقيقة؟ هل الكارما اصلا موجودة؟  لين متى انتظرها؟ 

الكارما هو الشيء اللي تزرعه اليوم و تحصده بعدين سواء خير او شر، لكن الكارما مب عقاب مباشر و لا تتْبع جدول زمني دقيق. الكارما ما تكون بالشكل اللي تتوقعه، والشخص اللي ظلمك ممكن ما يتعرض لضرر مباشر وواضح بالنسبة لك، لكن ممكن يخسر علاقات مهمة بالنسبة له، يعيش في صراع نفسي كبير مثل القلق، الخوف، الحزن. بس تأكد انه بيحصل على نفس مقدار الالم اللي انت حسيت فيه في أكثر مكان يهتم به.  

ليش انا اتعرض للظلم و اللي ظلمني ما يصيبه شي؟

  1. الظلم ليس انعكاسا لقيمتك: إذا تعرضت للظلم ما يعني أنك ضعيف أو انك تستحق الظلم، لان الكثير من الأشخاص يتعرضون للظلم ومنهم الأقوياء و الواعين مب لانهم سيئين،ممكن  لانهم ما يدركون الشر بسهولة و المفروض يحمون نفسهم منه، او ممكن لانهم يعطون فرص كثير لاشخاص ما يستحقون و المفروض يطورون جانب العلاقات عندهم. فكل ظلم يتعرضون له هو عبارة عن رسالة تطوير لهم. وغالبا رسالة الظلم تعني انك، غلطت في شي وتحتاج تغيرة، وبدون هذا الظلم انت من الاساس ما كنت ناوي تغيرة او اجلت تغييرة لفترات طويلة. 
  2. انت تحس لانك حي: الشعور بالظلم يدل انك متصل بانسانيتك ومشاعرك وواعي باللي يصير بحياتك، صح ان الوضع ممكن يكون قاسي لكن انت حي تحس وتعبر عن شعورك وتحرره. اما الشخص اللي ما يتألم إما لأنه يهرب من مشاعره والتعامل معاها او هو الى الان ما أدرك أنه فعلته لها كارما الم، لكنه بيحس بها وقت وقوع الكارما 

هذا الكلام ما ينطبق على الأشخاص المنغمسين في دور الضحية ويشوفون كل الحياة ظالمتنهم 

ليش يستمر الاحساس بالظلم؟ 

  1. العدالة غير موجودة: لانك اقنعت نفسك ان العدالة ما تتمت والظالم ما تحاسب الى الان، و مازلت تنتظر وتترقب انك تشوف الظالم يُعاقب و يحس بنفس الالم اللي انت حسيت به. ومدامك مستمر بالانتظار الإحساس بيضل معاك.
  2. غياب الدعم: لانك غالبا ما عبرت عن شعور الظلم وتباعته بحرية تامة، ما تواجد شخص يسمعك و يحتويك ويقولك عادي هذه مرحله وبتعدي. عدم تعبيرك عن كل شعورك تجاه الظلم يخلي احساسك بالظلم يستمر.
  3. التشافي لم يتم: لانك ما تعاملت مع مشاعر موقف الظلم و تبعاته بشكل يشافيك ويحرر كل المشاعر السلبية من الموقف أو ما وجدت الاشخاص اللي يساعدونك على تحرير مشاعرك وتغيير نظرتك للظلم اللي تعرضت له. فإذا ما حررت مشاعر الظلم وتقبلتها الاحساس بالظلم بيستمر. 

إذا لم ارى العدالة في من ظلمني فماذا افعل؟ 

  1. اشعر: لا تقاوم أي شعور تحس فيه لكن لا تعلق في شعور الحقد، وكل ما زاد الالم لا تقول لنفسك ليش انا لين الحين احس بالظلم والالم، قول طبيعي احس بهذا الشعور لان اللي صار مب بسيط و مشاعري مهمه وانا اسمح لنفسي اعبر عن شعوري لانه يحتاج يتحرر بدل ما اعلق فيه 
  2. تشافى:  ركز على تشافيك و تحررك من مشاعر الظلم، ووقف مراقبتك للظالم وانتظار سقوطه. حول تركيزك من الظالم الى نفسك لان كل ما ركزت عليه كل ما زاد استنزافك لوقتك وطاقتك عليه. *(لاتربط شفاءك بسقوط من آذاك)
  3. غير السؤال: بدل من سؤال (ليش ما تعاقب؟) الى سؤال (شو اللي احتاجه لاتشافى؟) بهذه الطريقة أنت تركز على اللي بيدك و اللي تقدر تسويه بدون انتظار اي شي من الخارج، اما اذا انتظرت فأنت علقت مصيرك بشيء خارج ارادتك فبتعلق. فبدأ بالشي اللي انت تقدر تغيره.   تذكر أن الشفاء الحقيقي يصير اذا تحررت من كون الظالم محور تفكيرك
  4. غير تعريف العدالة: اعتبر العدالة انك ترجع الشي اللي انسرق منك، مثلا تحس ان احترامك انسرق، انت ابدأ عامل نفسك باحترام ولا تسمح لشخص يقلل من قيمتك. تحس ان احساسك بالامان انسرق، اختار امكان و روتين وشروط تحسسك بالأمان من جديد. اذا تحس ان الفرص انسرقت منك، انت اخلق لنفسك فرص جديدة حتى لو كانت متأخرة بتعلم اشياء في مجالات جديدة او تعمق في شي انت شاطر فيه

ماذا أفعل إذا لم اقتنع الى الان؟ 

لا تجبر نفسك على الاقتناع، غالبا عقلك اللاواعي يحميك برفضه المؤقت للتشافي، لأنه يحاول يبعدك من انك تتعرض للألم مرة ثانية، لانه يعرف ان التشافي يحتاج منك انك تواجهه الشعور لتقدر تحرره. اسأل نفسك: هل عدم اقتناعك بالتسامح يحميك؟ او يخليك في سجن التعب المستمر؟ اذا جاوبت بالحماية فهذا مب الوقت المناسب لك للتسامح، اما اذا جاوبت بالتعب فهذا وقتك للتسامح. 


ممكن يكون المك الى الان اعمق من اي تفسير، واللي تشعر به اكبر من اي منطق، وانت حاليا ما تبحث عن رأي، تبحث عن عدالة وراحة داخلية ما حصلت عليها الى الحين. لكن تذكر ان في احتمال كبير انك ما تشوف العدالة الالهية بعيونك، ولا تشوف اللي جرحك يتعاقب ويتألم نفس ما تتمنى. فذكر نفسك ان الظلم ما يقلل منك، هو يطورك ويقويك ويخليك تختار انك تصنع السلام داخلك بتدرج. والعدالة الإلهية ما تنسى، لكنها ما تعلن وقتها 

اصنعي الحياة التي تستحقينها

احجزي معي لنجد توازنك

مقالات ذات صلة

استجابات

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *